على بعد حوالى 80 كلم من العاصمة بيروت تقع قطعة أرض على مساحة 18 ألف متر. هي أول قطعة أرض في بلدة جويا عقارياً على الحدود مع بلدة وادي جيلو.
قرر آل سعد شراء قطعة الأرض هذه وتحويلها إلى ملعب. ملعب نادي جويا الرياضي الذي سيحمل اسم والدهم محمد سعيد سعد.
حين صعد نادي جويا في الموسم الماضي إلى مصاف أندية الدرجة الأولى لكرة لقدم للمرة الأولى في تاريخه، ظهر أن القيمين على النادي لديهم مشروع أكبر من مجرد المشاركة في بطولة كرة قدم. تم تشكيل فريق منافس بأسماء ونجوم كان على رأسهم النجم التاريخي للكرة اللبنانية حسن معتوق بهدف إحراز لقب الدوري.
بعد ذلك بدأ التفكير بمشروع أكبر: إقامة ملعب للنادي. ملعب ليس قادراً فقط على استضافة مباريات نادي جويا محلياً، بل أن يكون ملعباً بمواصفات آسيوية قادراً على استضافة بطولات آسيوية، وأن يكون الملعب البيتي لنادي جويا في حال مشاركته في دوري التحدي الآسيوي.

(طلال سلمان)
مجرد التفكير بإقامة ملعب قادر على احتضان مباريات النادي أمرٌ لافت. فلطالما كان هناك انتقادات للأندية الكبيرة في لبنان كالأنصار والعهد والنجمة بأنهم يصرفون الملايين على فرقهم لشراء لاعبين، لكنهم لا يفكرون بإنشاء ملاعب قادرة على احتضان مباريات فرقهم سواء المحلية أو الخارجية. فالأنصار والعهد والنجمة يملكون ملاعب خاصة لكنهم غير قادرين أو لا يحبذون اللعب عليها إلا في ما ندر (نادي العهد تحديداً).
القيمون على جويا قرر التفكير «خارج الصندوق» ووضعوا مشروعاً لإنشاء ملعب خاص وفي وقت قياسي. العمل على المشروع مطلع الصيف الماضي ومن المتوقع أن يكون جاهزاً لاستضافة المباريات مطلع الشتاء الحالي (ليس بشكل كامل).
تم شراء قطعة الأرض التي تبلغ مساحتها 18 ألف متر بمبلغ كبير. إذ تشير التقديرات إلى أن كلفة الملعب ستتخطى السبعة ملايين دولار نظراً إلى حرص القيمين على الملعب بأن يكون إنشاؤه وفقاً للمواصفات العالمية وبوقت قصير.

(طلال سلمان)
هذا الأمر فرض أعباء مالية مضاعفة كشحن بعض المعدات بالطائرات والطلب من الشركات المعنية تسليم المعدات بشكل سريع.
جرى تلزيم إنشاء الملعب إلى المهندس نعمان هاشم في شهر تموز الماضي. ومنذ ذلك الحين بدأ العمل على مدار الساعة لإتمام المشروع. يتوقع نعمان بأن يكون الملعب جاهزاً نهاية العام الحالي لكن بشكل جزئي. فالملعب ليس فقط أرضية ومدرجات، ذلك أن هناك فندقاً داخله قادر على استضافة الفرق لإقامة معسكرات.
يبعد الملعب ما يقارب الساعة ونصف الساعة عن بيروت. يمكن الوصول إليه من العباسية مروراً بمعركة وطير دبّا ووادي جيلو حيث يقع الملعب على حدودها.
عقارياً هو يتبع لبلدة جويا ستكون سعته الجماهيرية 6500 مشجع، مع وجود مدرّجين متقابلين.
في المدرج الغربي الذي يضم المنصة ستكون السعة 3250 مقعداً (250 مقعد VVIP، حوالى 1200 مقعد درجة أولى، والباقي درجة عادية). في المدرج الشرقي سيتم وضع 3250 مقعداً للدرجة العادية مرقّمة ومقسمة إلى أقسام وفق المعايير اللآسيوية.
يتحدث نعمان لـ«الأخبار» عن تفاصيل المشروع مشيراً إلى وجود مواقف للسيارات يقارب عددها 600 سيارة. «في الطبقة الأرضية تحت المدرجات سيكون هناك المرافق التشغيلية كغرف اللاعبين والحكام والغرف الإدارية وقاعة للمؤتمر الصحفي ومركز إعلامي إلى جانب غرفة للـVAR وللنقل التلفزيوني، إلى جانب قاعة GYM وغرفة للعلاج الفيزيائي.
ستتخطى كلفة إنشاء ملعب محمد سعيد سعد السبعة ملايين دولار
فوق هذه المرافق في الطابق الأول سيكون هناك الفندق الخاص بالملعب والذي سيضم 26 غرفة منامة إلى جانب مطبخ وقاعة للطعام وقاعة للمحاضرات وصالة استقبال. فوق الفندق ستكون المدرجات ومنصة الشرف ومقاعد الدرجة الأولى.
على صعيد أرضية الملعب، تم فرشها بالعشب الصناعي عبر شركة قطب الرائدة في هذا المجال، مع وجود نية لدى القيمين على النادي بتحويلها إلى عشب طبيعي لاستضافة المباريات الآسيوية.
في بطولة دوري التحدي يُسمح بالعشب الصناعي، لكن المسابقات الأخرى تتطلب عشباً طبيعياً لاستضافة مباريات عليها وخصوصاً مباريات منتخبات لبنان.
لعل إحدى المشكلات الأساسية في الملاعب اللبنانية هي الإنارة الغائبة عن معظم الملاعب ووفق المعايير الآسيوية.
هذا الأمر تنبّه إليه القيمون على النادي حيث سيتم تركيب إنارة بقوة (1600 LUX) وهي تتطابق مع المعايير الآسيوية لمسابقة دوري التحدي الآسيوي. وستكون أعمدة الإنارة قادرة على رفع مستوى الإضاءة ليصل إلى (2400LUX) وهي المتطلب الأقصى آسيوياً.
مقاييس الملعب أيضاً مطابقة للمعايير الآسيوية حيث يبلغ طول الملعب 105 أمتار وعرضه 68 متراً مع وجود مساحات كافية خلف المرميين (5.30 أمتار) وعلى جانبي الملعب (6.40 أمتار).

(طلال سلمان)
علماً أن الملعب سيتضمن أربع غرف ملابس (اثنتان في كل جهة) مع كافة الغرف الأخرى المطلوبة كغرف الحكام والمراقب وغيرها، ما يسمح له باستضافة بطولة أو تصفيات مجموعة حيث يمكن إقامة مباراتين على الملعب عينه في اليوم الواحد.
من جهته، الاتحاد اللبناني لكرة القدم برئاسة هاشم حيدر يبدي اهتماماً كبيراً حيث كان هناك زيارة من أمين عام الاتحاد اللبناني لكرة القدم جهاد الشحف إلى الملعب الأسبوع الماضي للاطلاع عليه. كما زار فريق تقني من الاتحاد أول من أمس الخميس إلى الملعب حيث كان هناك جولة تفقدية (Inspection) على مدى ساعتين وضع من خلالها كل الملاحظات المطلوبة آسيوياً كي يكون الملعب مطابقاً للمعايير الآسيوية. وهي تفاصيل عدة ولكن بسيطة يمكن تعديلها خلال وقت قصير.
هو ليس ملعب كرة قدم جديداً، ذلك أن ملعب جويا له أهمية على أكثر من صعيد. أولاً هو في منطقة الجنوب وسيكون قادراً على استضافة مباريات وبطولات رسمية قارية وإقليمية، ما ينعش المنطقة ويؤمن فرص عمل عدة، كما ستكون له فائدة اقتصادية للفنادق المحيطة وتحديداً في مدينة صور الساحلية.
ثانياً، سيكون هو الملعب الوحيد المطابق للمعايير الآسيوية، وبالتالي يمكن اعتماده كأرضٍ بيتية لأي نادٍ لبناني سيشارك في بطولة آسيوية، بدلاً من اعتماد ملاعب خارجية لعدم وجود ملعب صالح في لبنان نتيجة خروج الملاعب الموافق عليها آسيوياً عن الخدمة كملعب صيدا والمدينة الرياضية.
ثالثاً، سيكون أفضل ملعب في منطقة الجنوب بالنسبة إلى البطولات المحلية، بسعة جماهيرية جيدة ما يشكّل إضافة للمباريات في منطقة الجنوب بشكل عام وللمباريات الجماهيرية الكبرى بشكل خاص.
.webp)


