السكري من النوع الخامس: مرض الفقر والإهمال الغذائي

أعلن «الاتحاد الدولي للسكري» أخيراً عن اعتماد «السكري من النوع الخامس» كنوع جديد ومميز من هذا المرض المزمن، ليفتح بذلك الباب أمام تسليط الضوء على أشكال غير تقليدية من السكري طالما ظلت خارج التصنيفات الشائعة.

ورغم ما يوحي به ترتيب الأنواع بالأرقام، فإن مرض السكري ليس محصوراً بثلاثة أو أربعة أنواع فقط. فوفقاً لتقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية للكاتب كريغ بيل، هناك أكثر من 12 نوعاً مختلفاً من داء السكري، ما يجعل التصنيفات الحالية بحاجة إلى تحديث يعكس هذا التنوع في الأسباب والخصائص.

ما هو السكري؟

داء السكري هو مرض استقلابي (أي مرتبط بعمليات التمثيل الغذائي)، يحدث نتيجة خلل في إنتاج أو استخدام الجسم لهرمون الإنسولين، المسؤول عن إدخال الغلوكوز (سكر الدم) إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة. وفي حال غياب الإنسولين أو ضعف فعاليته، ترتفع مستويات السكر في الدم، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة على المدى القصير والطويل.

الإنسولين يُفرز من خلايا «بيتا» في البنكرياس كرد فعل على ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام. وفي المقابل، إذا انخفض الغلوكوز، يتدخل الجسم لإعادته إلى المستوى الطبيعي عبر إفراز هرمونات مثل: الغلوكاغون، الكورتيزول، الأدرينالين، وهرمون النمو.

في الظروف الطبيعية، يحافظ الجسم على توازن مستوى الغلوكوز بين 70 و120 ملغ/ديسيلتر. أما في حالات الإصابة بداء السكري، فإن هذا التوازن يختل.

أنواع السكري المعروفة

يمكن اختصار أنواع السكري المعروفة بالآتي:

1. السكري من النوع الأول: مرض مناعي ذاتي يدفع الجسم لمهاجمة خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين، وقد يصيب الأطفال أو البالغين، ويستلزم علاجاً دائماً بالإنسولين.

2. السكري من النوع الثاني: الشكل الأكثر شيوعاً، غالباً ما يرتبط بزيادة الوزن أو الاستعداد الوراثي. يمكن علاجه بالأدوية، أو أحياناً عبر تغيير نمط الحياة، وقد أثبتت دراسات أن اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية قادر على عكس مساره لدى بعض المرضى.

3. سكري الحمل: يظهر مؤقتاً لدى بعض النساء خلال الحمل نتيجة تغيرات هرمونية تؤثر في فعالية الإنسولين، ويزول غالباً بعد الولادة.

4. أنواع نادرة من السكري: تشمل أشكالاً وراثية مثل «داء مودي» أو «السكري الوليدي»، وأخرى ناجمة عن أدوية معينة أو تلف في البنكرياس.

مرض الفقر وسوء التغذية

النوع الخامس من السكري، الذي صُنّف أخيراً، يرتبط بسوء التغذية في المراحل المبكرة من الحياة، ويُعتقد أنه يصيب نحو 25 مليون شخص حول العالم، خصوصاً في البلدان الفقيرة.

خلافاً للنوع الأوّل، يعاني المرضى في هذه الحالة من نقص في الإنسولين من دون تدخل مناعي ذاتي. ويُرجّح أن السبب هو ضعف نمو البنكرياس نتيجة نقص التغذية أثناء الطفولة أو الحمل، وهو ما أكدته تجارب مخبرية على القوارض.

وتُظهر الدراسات أن صغر حجم البنكرياس يمثل عامل خطر لتراجع قدرته على إنتاج الإنسولين، ما يؤدي إلى الإصابة بأنواع متعددة من السكري لاحقاً.

لا تختلف أعراض السكري من النوع الخامس عن غيرها من أشكال المرض، وتشمل:

- العطش المستمر

- التبول المتكرّر، خصوصاً ليلاً

- الشعور بالإرهاق

- فقدان الوزن

- ضعف في العضلات

- تشوش في الرؤية